مقدمة عن أهمية ألعاب التركيز للأطفال.
تتضح أهمية ألعاب التركيز في تنمية القدرات الذهنية والمعرفية لدى الأطفال، خاصة في ظل تزايد المشتتات الرقمية. وتشير الدراسات إلى أن اللعب هو الأسلوب الأمثل لتعليم الأطفال وتنمية مهاراتهم، وأن التركيز يعزز فرصهم في التفوق الدراسي. كما تُبرز الدراسات الفوائد العديدة لألعاب التركيز، مثل تحسين الذاكرة العاملة وتقليل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، وفي هذا المقال نقدم لكم دليل شامل عن أفضل ألعاب التركيز وتقدم أمثلة على ألعاب متنوعة كالألغاز، ألعاب الذاكرة، الشطرنج، وأنشطة البناء. بالإضافة إلى ذلك، تقدم المصادركما سوف نقدم نصائح للآباء لمساعدة أطفالهم على التركيز، مؤكدة على دورهم في خلق بيئة محفزة وتقليل مصادر التشتت.
لماذا يعتبر التركيز مهمًا للأطفال؟
التركيز هو قدرة الطفل على البقاء منتبهًا لنشاط أو مهمة معينة دون تشتت. وكلما طالت فترة تركيز الطفل، زادت قدرته على التعلم، الاستماع، وحل المشكلات. ومع الأيام الدراسية والأنشطة اليومية، يحتاج الطفل إلى ممارسة التركيز بشكل متكرر، سواء في المدرسة أو حتى في البيت أثناء اللعب أو المذاكرة.
كيف يتطور التركيز عند الأطفال؟
كيف يتطور التركيز عند الأطفال؟
- من الولادة حتى عمر 4 سنوات، ينمو التركيز تدريجيًا، لذلك لا تنسى أن تننشّط عقل طفلك، إليك أفضل ألعاب تركيز لعمر 3 سنوات.
- بين عمر 4 إلى 6 سنوات، يزداد بشكل ملحوظ.
- عند سن 7 إلى 8 سنوات، يبدأ الاستقرار، وقد تظهر في هذه المرحلة بعض صعوبات التركيز مثل فرط الحركة أو تشتت الانتباه.
- بين 9 و16 سنة، يتحسن التركيز بالتدريج، ويرتبط هذا بتحسن نمو الدماغ، خصوصًا المنطقة المسؤولة عن الانتباه والتخطيط.
كم دقيقة يستطيع الطفل أن يركز؟
كقاعدة عامة، يستطيع الطفل أن يركز بمعدل من 2 إلى 3 دقائق لكل سنة من عمره. يعني مثلًا:الطفل في عمر 3 سنوات يركز بين 6 و9 دقائق.
الطفل في عمر 4 سنوات يركز بين 8 و12 دقيقة.
هذه أرقام تقريبية، وقد تختلف من طفل لآخر، لكنّها تعطينا مؤشرًا مفيدًا لفهم قدرات الأطفال.
هنا يأتي دور ألعاب التركيز للأطفال، وهي وسيلة فعّالة لتحسين هذه المهارة بدون ضغط أو ملل. الطفل بطبيعته يحب اللعب، ولذلك يمكن استغلال هذه الألعاب لتقوية الانتباه والقدرة على المتابعة.
فوائد ألعاب التركيز
تُعد ألعاب التركيز من الأدوات التعليمية الفعالة التي تساهم في تطوير مهارات الأطفال الذهنية والمعرفية. ومن أبرز فوائدها:
- تحسين القدرات المعرفية: بعض الألعاب تعتمد على حصيلة الطفل المعرفية، والإجابة الصحيحة تثبت المعلومات، بينما تصحيح الأخطاء يزيدها، مما يحسن القدرات المعرفية بمرور الوقت.تعزيز الذاكرة العاملة (قصيرة المدى): تتطلب بعض الألعاب استدعاء الطفل لمعلومات أو أشكال أو أحداث تعرض لها حديثًا، مما يعزز الذاكرة العاملة لديه وينمي قدراته الذهنية.
- التقليل من أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD): تساعد ألعاب العقل والتركيز على تقليل أعراض تشتت الانتباه وزيادة مدى تركيز الأطفال لفترة أطول، مما يساعدهم على الهدوء والاسترخاء والشعور بالإنجاز. ألعاب البناء، على سبيل المثال، أظهرت تحسناً في أعراض ADHD بعد 8 أسابيع من الاستخدام، نظراً لكونها تتطلب تركيزاً وملاحظة.
- تنمية مهارات التفكير النقدي: تشجع الألعاب التي تتضمن تحديات ذهنية الأطفال على التفكير المنطقي وتحليل المواقف، مما يحسن قدرتهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
- تحفيز المهارات الحركية الدقيقة: الألعاب التي تتطلب تنسيق اليد والعين تحسن الحركات الدقيقة لدى الأطفال، وتعزز قدرتهم على إتمام الأنشطة التي تحتاج إلى دقة.
- تعزيز التعاون الاجتماعي: تساهم الألعاب التي تتطلب العمل الجماعي في تحسين مهارات التعاون والتواصل بين الأطفال، وتعلمهم كيفية التفاعل والتفاوض.
تصنيف حسب نوع اللعبة (بطاقات، ألغاز، إلكترونية، حركة...).
توجد مجموعة كبيرة ومتنوعة من الألعاب التي تساعد على زيادة تركيز الطفل وتطوير مهاراته المعرفية والذهنية. يمكن تصنيفها كما يلي:
1- ألعاب الألغاز (البازل):
مفيدة جدًا لنمو العقل وتطوره المعرفي، وتحسين المهارات الحركية الدقيقة، والتنسيق بين اليد والعين.
تعتمد على التفكير المنطقي وتحسن الذاكرة والتركيز ومدى الانتباه.
تتطلب من الطفل الاهتمام بكل جزء صغير لتكوين الصورة أو الشكل المطلوب، مما يعزز قدرته على التركيز على التفاصيل.
يمكن استخدامها كوسيلة تعليمية في مواد مثل الجغرافيا والتاريخ.
تساهم في تطوير الذاكرة، المنطق، الملاحظة، وقدرات حل المشكلات.
أمثلة: لعبة بازل مستوي 4، بازل وجه بنت، بازل صور طبيعية، خريطة آسيا، لغز تانغرام.
2- ألعاب الذاكرة:
تُعد من أفضل الألعاب لزيادة التركيز وفعالية.
تعتمد على عرض شكل معين ثم إخفائه وسؤال الطفل عن تفاصيل فيه، مثل تذكر مكان الفيل في لوحة حيوانات الغابة أو لون معين في مكعب متعدد الألوان.
تعزز الذاكرة العاملة أو قصيرة المدى وتحسن القدرة على الانتباه للتفاصيل الصغيرة.
أمثلتها: لعبة "الذاكرة المطابقة" التي تتطلب تذكر أماكن الصور أو البطاقات المتشابهة، وتقليد الصور التي تنشط الذاكرة والانتباه وتحفز الذاكرة التصويرية، ولعبة سعيد أم حزين، ولعبة الدميتين، ولعبة الاختباء، والغناء كوسيلة لتحفيز الذاكرة.
3- ألعاب البناء (مثل المكعبات والمجسمات):
تساعد على تنمية مهارة التركيز والإبداع لدى الطفل، حيث يصنع مجسمًا كاملًا من البداية.
تحسن التنسيق بين اليد والعين، وتساعد في تقليل أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
يمكن ممارستها بشكل جماعي، مما ينمي مهارات التعاون والعمل الجماعي.أمثلة: المجسمات الخشبية، أوراق الكرتون، المكعبات، الرمال، لعب التركيب، مكعبات البيبي لتنمية مهارات الذكاء والتطابق والحس، المبتكر الصغير 1165، المبتكر الصغير 1159.
4- ألعاب الاستراتيجية والتفكير النقدي:
- لعبة الشطرنج والداما: من أقدم وأفضل الألعاب التي تطور المهارات العقلية. تعتمد على التفكير الاستراتيجي، والتخطيط، وتوقع تحركات الخصم. تساعد على تقوية مهارات التفكير النقدي وتعزيز التركيز على المدى الطويل. تنمي الروح الرياضية والتعاون.
أمثلة: شطرنج مغناطيسي، شطرنج خشب 3 في 1، شطرنج مع رقعة بلاستيكية.
- لعبة X & O (تيك تاك تو): تُصنف ضمن الألعاب الاستراتيجية التي تتطلب من الطفل التركيز على مكانه الحالي والتفكير والتخطيط لتحركاته المستقبلية. تنمي روح التعاون واللعب الجماعي وتزيد من المهارات الاجتماعية.
اقرأ أيضا :
5- ألعاب الملاحظة والتفاصيل:
تحفز الأطفال على التركيز على التفاصيل الدقيقة.
أمثلتها: "البحث عن الأشياء المفقودة" أو "التعرف على الاختلافات بين الصور"، ولعبة المرآة التي تتضمن تقليد الحركات والتعبيرات.
6- الأنشطة المحددة بوقت:
تُعد من أبرز الألعاب التي تزيد التركيز، حيث يطلب من الطفل تنفيذ مهمة معينة خلال وقت محدد.
تحفيزية جدًا وتعلمه فهم وإدارة الوقت واحترامه.أمثلة: تجميع بطاقات بلون معين خلال 30 ثانية، أو كتابة 10 كلمات تبدأ بحرف الألف خلال دقيقة.
7- أنشطة ترتيب التسلسل:
تعتمد على ترتيب أحداث قصة أو تسلسل روتين يومي أو أيام الأسبوع، مما ينشط عقل الطفل وينمي مهارات التفكير لديه.
أمثلة: ترتيب أحداث قصة متفرقة، شرح تسلسل روتينه اليومي، سؤال الطفل عن تسلسل أيام الأسبوع.
8- ألعاب تنمية المهارات اللغوية:
الكلمات المتقاطعة: تنمي المهارات اللغوية وتنشط دماغ الطفل وتزيد حصيلته اللغوية ومعارفه.
رواية القصص: تساعد على الانتباه والتركيز، حيث يكمل كل شخص جملة بناءً على ما قاله السابق.
9- ألعاب تفاعلية وتعليمية:
ألعاب التركيز الذهني (التفاعلية): تطلب من الطفل الاستماع لتعليمات معقدة أو متابعة نشاط معين بشكل مستمر، وقد تكون ألعابًا رقمية تتطلب تحريك العناصر بسرعة ودقة أو البحث عن أشياء مخفية.
ألعاب التعلم التفاعلي: مثل التطبيقات المخصصة على الهواتف أو الأجهزة اللوحية، التي تدفع الأطفال لحل المشكلات، والتفكير المنطقي، والتفاعل المكثف مع المحتوى التعليمي في الرياضيات أو اللغات أو العلوم.
10- الألعاب التي تحفز الانتباه المتعدد:
تتطلب من الطفل التركيز على أكثر من مهمة في وقت واحد، مما يحسن قدرته على التفاعل مع مؤثرات متعددة وإدارة الانتباه.
أمثلة: الحروف الأبجدية، الأفعال المسلسلة، المجموعة الشمسية.
11- الألعاب الجماعية:
مثل لعبة الهاتف المقطوع، وهي لعبة مثالية لتعزيز الذاكرة وتضمن قضاء وقت ممتع مع الآخرين.
تساهم الألعاب الجماعية عمومًا في تنمية روح التعاون واللعب الجماعي والمهارات الاجتماعية.
نصائح للآباء حول استخدام هذه الألعاب.
للآباء والأمهات دور محوري في مساعدة أطفالهم على التخلص من التشتت وعدم التركيز الناتجين عن التكنولوجيا. يمكنهم ذلك من خلال:
- خلق بيئة مريحة ومحفزة: تشجع على المشاركة والانغماس في الأنشطة.
- تخصيص وقت محدد: للعب بعيدًا عن المشتتات مثل التلفزيون والأجهزة الرقمية.
- تنويع الألعاب: من خلال اختيار الألعاب التي تحفز التفكير والتركيز لتطوير مهارات متعددة لدى الطفل.
- مشاركة الأطفال في اختيار الألعاب: السماح للأطفال باختيار الألعاب التي يفضلونها يعزز تفاعلهم ومشاركتهم النشطة.
- تقليل مصادر التشتت: عن طريق تقليل وقت تعرض الطفل لشاشات الموبايل والكمبيوتر قدر الإمكان، خاصةً وقت الواجب المدرسي والمذاكرة.
- النوم الجيد: النوم ليلاً بمعدل 8-9 ساعات أساسي للتركيز والانتباه.
- التغذية السليمة: من خلال نظام غذائي صحي يتضمن الأوميغا 3 والأحماض الدهنية مثل الأسماك الدهنية والمكسرات والفواكه والخضروات.
- ممارسة الرياضة: تزيد من كمية الأكسجين الواصلة للدماغ، مما يحسن التركيز.
- تنمية مهارات الطفل من سن صغير: واختيار الألعاب المناسبة لكل مرحلة عمرية.
خاتمة:
باختصار، اللعب هو وظيفة الطفل الأولى والوسيلة الأفضل لتعليمه وتنمية مهاراته إذا تم استغلاله بشكل صحيح. من خلال توفير مجموعة متنوعة من ألعاب التركيز وتشجيع الأطفال على ممارستها في بيئة داعمة، يمكن للوالدين أن يساهموا بفعالية في تعزيز قدراتهم الذهنية والمعرفية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
الرجاء كتابة تعليقك هنا